ما رأيك في محتويات المدونة؟؟؟

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

عقيدة أهل السنة والجماعة

عقيدة أهل السنة والجماعة

إن وحدة العقيدة هي أصل اجتماع الأمة وتآلفها وإن فرقت بينها الحدود الجغرافية والسياسية، ومن أصول الإسلام لزوم الجماعة والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف، فربنا واحد ورسولنا واحد وكتابنا واحد وأصول الدين واحدة وهي أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ونؤمن بالقدر خيره وشره.

لقد أثنى الله على المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين فقال تعالى "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه". فليس هناك عقيدة للسلف وعقيدة  للخلف فلن يصلح خلف هذه الأمة إلا بما صلح به سلفها.

إن الجهل بعقيدة الصحابة يؤدي إلى خلافات ومنازعات لاسيما في باب صفات الذات الإلهية، فما جاء في الكتاب والسنة لا يحل لمسلم إنكاره، وما سكت عنه الصحابة وجب السكوت عنه فيسعنا ما وسعهم والإعجاز في عقيدة الصحابة يكمن في بساطتها. إن ظهور فرق منحرفة تكلمت فيما سكت عنه الصحابة يجعلنا ننهاهم عما تكلموا فيه حتى نحافظ على بساطة العقيدة وجمالها ولا نرد على علم الكلام بكلام.

في كتاب "أصول الدين عند الأئمة الأربعة واحدة" للدكتور ناصر القفاري أستاذ العقيدة بجامعة القصيم ص12 يقول (من أتباع الأئمة من خاض في الكلام ورأى أن ما جاء به هو من أصول الدين وربما نسب ذلك لإمامه توهما منه وجهلا) وعن كتاب الفقه الأكبر المنسوب لأبي حنيفة يقول ص13 (ويشك كثير من الباحثين في صحة نسبة الكتاب لأبي حنيفة ومن قرأ الكتاب المطبوع المسمى بالفقه الأكبر والمنسوب للشافعي جزم بأن الإمام لم يصنفه، كيف وطريقة أهل الكلام هي لحمة الكتاب وسداه مع أن الإمام الشافعي حذر من الكلام وأهله ورأى أن الاشتغال به من أعظم الذنوب) كذلك أورد الدكتور ناصر جملا من اعتقاد الإمام مالك ص91 منها: "والكلام في الدين أكرهه، ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه، نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك، ولا يجب الكلام إلا فيما تحته عمل" جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ص415، ومنها "إياكم والبدع وأهل البدع الذين يتكلمون في أسمائه وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون" عقيدة السلف للصابوني54
قال الدكتور ناصر (ص79) عن اعتقاد الإمام أبي حنيفة: (لعل أكمل وأوثق نص منقول في اعتقاد الإمام نص الإمام الطحاوي المتوفي سنة 321هـ الذي حكى مذهب الإمام وصاحبيه في الاعتقاد في رسالة تسمى "العقيدة الطحاوية" أو "بيان السنة") وقال إن هذا النص المتكامل تكمن أهميته في تلقي الأمة له بالقبول وهو يمثل اعتقاد الأئمة. وفي هذا النص الموثق لا نجد فيها كلمة من علم الكلام في الصفات.

فأئمة السلف يثبتون نصوص الكتاب والسنة بلا تحريف ولا تفسير، قال الإمام الشوكاني في رسالة "التحف في مذاهب السلف" (كانوا إذا سأل سائل عن شيء من الصفات تلوا عليه الدليل وأمسكوا عن القال والقيل، وقالوا: قال الله هكذا ولا ندري بما سوى ذلك ولا نتكلف ولا نتكلم بما لم نعلمه ولا أذن الله لنا بمجاوزته).
وفي "أصول السنة" للإمام أبي بكر الحميدي وهي رسالة صغيرة قيمة جاء فيها: 6- إثبات الصفات: (وما نطق به القرآن والحديث مثل "وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم" المائدة64 ومثل "والسموات مطويات بيمينه" الزمر67 وما أشبه هذا من القرآن والحديث لا نزيد فيه ولا نفسره، نقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول "الرحمن على العرش استوى" طه5 ومن زعم غير هذا فهو معطل جهمي)

أرى حتمية تطوير الأزهر في (مصر الحضارة والمستقبل) فلا مكان فيها لاتهامات عقائدية وسب وقذف، أرى ضرورة جلوس علماء الأزهر كالدكتور يوسف القرضاوي والعلماء السلفيون كالدكتور محمود الرضواني والدكتور ياسر برهامي وكذلك القيادات الصوفية ويطرح كل منهم الأدلة من الكتاب والسنة ويتحاورون بأسلوب حضاري لتوحيد الرؤية والمنهج على طريق الصحابة رضوان الله عليهم، هذا الجيل الفريد الذي امتص كل الفتن وتميز ببساطة العقيدة وبساطة المنهج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق