ما رأيك في محتويات المدونة؟؟؟

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

نحو قيادة إسلامية توافقية راشدة

نحو قيادة إسلامية توافقية راشدة
إن اتفاق الإسلاميين على شخصية إسلامية حكيمة راشدة لرئاسة الجمهورية له أهمية قصوى في هذه الفترة الحرجة لتوحيد الأمة وتحقيق نهضة حضارية حقيقية. يجب أن يتنزه الإسلاميون عن الرؤى الحزبية لتفويت الفرصة على الكارهين للإسلام والانتهازيين وعلى عمرو موسى الذي يخشى مع انتخابه إجهاض مكتسبات الثورة والتكيف أو الضعف أمام مافيا النظام السابق. كل الجماعات والدول يتحدون حين تلتقي مصالحهم، أليس الإسلاميون أولى بالاتحاد لتحقيق مصالح أمتهم، وربهم يقول لهم "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" وكذلك شريعتهم تقول: حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله.
إننا في حاجة إلى قيادة راشدة حتى لا تسيء إلى حكم الإسلاميين، فهناك تجارب جعلت قطاعا كبيرا من المسلمين يخشى من وصول الإسلاميين إلى الحكم. ففي الوقت الذي قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية تنازلات أبكت الصحابة من أجل كسب اعتراف المجتمع الدولي المتمثل في قريش، وقد سماه الله في القرآن فتحا مبينا، رأينا تجارب إسلامية تعجز عن كسب المجتمع الدولي والتعايش معه. إن الدهاء والسياسة وعدم توريط البلاد في صراعات غير محسوبة العواقب أصل أصيل في الإسلام، فالسياسة تقوم على تقدير المصالح والمفاسد، وديننا العظيم تقوم شريعته على تقدير المصالح والمفاسد، لذا يجب على الحاكم المسلم أن يقيم دولة المؤسسات فيترك القرار السياسي لمؤسسة تضم أساتذة وخبراء في السياسة، والقرار الاقتصادي لمتخصصين في الاقتصاد وهكذا، وقد اشترط الإمام القرطبي للمستشار في أمور الدنيا العلم والخبرة فيما يستشار فيه ولم يشترط العلم الديني (الجامع4/251).
كذلك فإن مواجهة حاكم إسلامي لأفكار منحرفة أو لبعض صور الانحراف بعيدا عن الحكمة والحوار وإن كان عنده قول يبررها في كتب الفقه يدل على أنه لا يفقه الإسلام ولا يفقه الواقع وقد يورط البلاد في فتن عظيمة تشوه التجربة الإسلامية. على الحاكم المسلم أن يتميز بالرشد والحكمة، وأن يهتم بصورة المجتمع المسلم أمام العالم، فعندما طلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضرب عنق المنافق عبد الله بن أبي بن سلول لقوله "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" قال النبي صلى الله عليه وسلم "دعه ... لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" ... هكذا تنظر القيادة إلى صورة الدولة في أعين الآخرين.
لم نجد في صدر الإسلام صورة غير حضارية، لم نجده صلى الله عليه وسلم يتجسس على الناس ولم نجده يضرب أحدا لدخول المسجد ولم نجده يضرب امرأة كي ترتدي الحجاب، ولكنه أقام عقيدة قوية، جعلت المرأة هي التي تطلب أن تطيل ثوبها أكثر وأكثر ويقول لها صلى الله عليه وسلم لا. كذلك أمهات المؤمنين والصحابيات كن يسترن وجوههن وهن محرمات في الحج والعمرة من الرجال ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر المرأة على كشف وجهها في الحج رغم وجود الفضل بن العباس ينظر إليها، فأمره بغض البصر ولم يأمرها بستر وجهها رغم وجود أجنبي ينظر إليها. أتته المرأة تعترف بالزنا فأعرض عنها ليعطيها فرصة للتوبة وهي التي تصر وتريد أن تتطهر من الذنب. كانت المرأة تحضر في المسجد بلا ساتر بينها وبين الرجال وتشارك في الحياة وتسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده أبا بكر وعمر في المسجد أمام الناس، ولكنا وجدنا من يحرم الاختلاط مطلقا وإن ارتدت المرأة حجابها. نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل عابد في صومعته في الغزوات، وهادن يهود خيبر بعد النصر عليهم وترك لهم كتبهم وقد كان قادرا على إحراقها، ولكننا رأينا من يدمر ويقتل مسلمين وكفارا غير محاربين ولا يبالي.
يجب أن نعترف أن هناك من المسلمين من شوه الإسلام، وأن أمامنا فترة طويلة كي يعرف الناس ديننا العظيم بعيدا عن التشويه، وهذا يحتاج إلى قيادة إسلامية راشدة تعرف أهدافها وتحسب خطواتها.

هناك تعليقان (2):

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  2. الموضوع ممتاز و هام جداً ... جزاك الله خيراً

    ردحذف