ما رأيك في محتويات المدونة؟؟؟

الاثنين، 18 أكتوبر 2010

الإسلاميون والنهضة الحقيقية

الإسلاميون والنهضة الحقيقية
إن شعب مصر العظيم الذي قام بثورة 25 يناير بصورة مذهلة جمعت بين أرقى صور التضحية وبين التنظيم الحضاري، واستطاع التغيير والحفاظ على دولته من الانهيار أمام أعظم وأخطر تحد لجهاز وزارة الداخلية الضخم والمساجين حين تحولا سويا بصورة مدروسة إلى بلطجية لإفشال الثورة، لهو شعب جدير بنهضة حقيقية قوية مدروسة لا تقنع بفتات التغيير والتحسن.
لقد بلغت الأمة قبل الثورة قمة التخلف والضعف والمهانة، وانتشرت فيها كل صور الجريمة والفساد المالي والإداري والرشوة والمحسوبية. إن التغيرات الدولية في الفترة السابقة أظهرت تكتلات أذابت هويتنا، وقد سبقتنا كل الملل بما فيهم الشيعة فصار لهم دوننا قوة ترهب وتحترم، رغم أن تلك الملل من الناحية الأيديولوجية أقزام هشة لا قدم لها ولا ساق.
إن المسلمين أهل السنة والجماعة هم الذين أصابوا الحق بالأدلة الدامغة، ولكن ذابت الأمة وتشتت وضاعت بين جهل أبنائها وكيد أعدائها. فعلى من يريد إصلاحا حقيقيا وحضارة حقيقية ألا يغفل الإصلاح الفكري والاجتماعي والسلوكي جنبا إلى جنب مع الإصلاح السياسي والاقتصادي، وعليه أن يقف في وجه الغلو والتطرف والانحراف وقفته في وجه الإجرام والفساد حتى نصبح صورة حضارية طيبة لديننا العظيم وتكتلا قويا يفرض على العالم احترامنا.  
إن تطهير الأمة ونهضتها على أسس علمية مدروسة صار فريضة شرعية. إن أمل الأمة الحقيقي يكمن في الإسلاميين المعتدلين الذين يخشون ربهم، فالذين يفرطون في دينهم ليسوا أمناء على أنفسهم وأهليهم ولن يكونوا أمناء على مصالح الأمة، كما أن الاعتدال والحكمة وعمق الفهم لكل جوانب هذا الدين العظيم شرط أصيل للتوفيق الإلهي فلن يقوم بهذا الدين إلا من حاطه من جميع جوانبه.
يتخوف كثير من شرائح المجتمع المصري من الحكم الإسلامي، بعضهم يخشى حربا من القوى العظمى، وبعضهم يخشى أن يفقد الشعب حق التقويم والتغيير إذا استبدت الحكومة وظلمت أو تركت مافيا فساد مبطن عجزت عن مواجهته أو ورطت البلاد في مواجهات وحروب غير محسوبة العواقب، كما أن تجربة الواقع تؤكد أن تداول السلطة وتعاقب الحكومات يعطي فرصة لحكم الأكفأ والأقدر، لذا قرر المجتمع المصري إقامة حكومة مدنية.
يجب أن يفرق الإسلاميون بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية، لأن الخلط بينهما يترتب عليه أخطاء وتجاوزات. إن الدولة الإسلامية التي تقوم على أكتاف المجاهدين في سبيل الله حتى التمكين تختلف عن الحكومة المدنية، فالمشاركة في حكومة مدنية هو من باب قياس المصالح والمفاسد، وليس لإقامة الدولة الإسلامية أو من باب التكتيك لإقامة الدولة الإسلامية. لقد وافق الإسلاميون على المشاركة في العملية الانتخابية ومبدأ تداول السلطة لدعم الأصلح والأتقى لحكم البلاد حتى لا يتركوا حق اختيار الحاكم والحكومة للوصوليين ولمن يكنون العداء للإسلام والمسلمين، فبناء نهضة حقيقية يحتاج إلى أمانة واستقامة ونزاهة الحاكم والحكومة. ومادام الإسلاميون قد ارتضوا ذلك فالمسلمون عند شروطهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق